Also Like

رواية: ظلال الذاكرة _ استيقاظ بلا ذاكرة

رواية: ظلال الذاكرة

الفصل الأول – استيقاظ بلا ذاكرة

الهدوء هنا ليس طبيعيًا. إنه هدوء مزيف، كأن العالم حبس أنفاسه في انتظاري.

استيقظتُ على ملمس الأرض الباردة تحت يديّ، تملكني إحساس غريب، كما لو أنني انتُزِعتُ من واقعٍ آخر وأُلقي بي هنا دون سابق إنذار. عينيّ كانتا ثقيلتين، رأسي ينبض كما لو كان معبأً بسوائل حارقة، وجسدي كله يئن من الألم.

حاولتُ النهوض، فتعثرتُ وسقطتُ مرة أخرى. استندتُ على كوعي، أنظر حولي. ضباب كثيف يلتف حول الأشجار العملاقة، أغصانها المتشابكة تعيق رؤية السماء. الجو مشبع برائحة المطر والتراب، لكن كان هناك شيء آخر… شيء معدني… دم؟

نفضتُ الفكرة عن رأسي وركزتُ في الأهم: من أنا؟ كيف وصلتُ إلى هنا؟

بحثتُ في ذاكرتي، نبشتُ داخل رأسي كمن يحفر بأظافره في جدار صلب، لكنني لم أجد شيئًا. لا اسم، لا ماضٍ، لا حتى ذكرى عابرة. مجرد خواء مرعب.

نهضتُ ببطء، متجاهلًا إحساس الدوار الذي اجتاحني، وتقدمتُ نحو بركة ماء صغيرة بين الصخور. كان الماء راكدًا لكنه عكس صورتي بوضوح. نظرتُ إلى نفسي وكأنني أرى شخصًا آخر، رجلٌ ذو شعر داكن فوضوي، عينان رماديتان باردة، جروح سطحية على وجنتي، وملابس ممزقة ملطخة بالوحل والدماء الجافة.

لكن أكثر ما لفت نظري كان الوشم الملتف حول معصمي، نقشٌ غريب بلون أزرق خافت، ينبض بإيقاع هادئ، كأن هناك قلبًا صغيرًا نابضًا داخل جلدي. لم أستطع تذكر من أين حصلتُ عليه، لكنه بدا… مألوفًا بشكل غريب.

ثم، وكأن القدر ينتظر لحظة شرودي، جاء الصوت.

"أخيرًا وجدتك."

تجمدتُ في مكاني، وتوترتْ كل عضلة في جسدي. الصوت كان هادئًا لكنه يحمل نغمة آمِرة، وكأن صاحبه معتاد على أن يُطاع دون جدال.

استدرتُ بسرعة، يدي تلقائيًا قبضت على لا شيء، وكأنني كنتُ أتوقع وجود سلاح.

كان الرجل واقفًا عند حافة الضباب، طويل القامة، برداء أسود طويل يرفرف مع النسيم البارد. عيناه كانتا سوداوين تمامًا، عميقتين كأنهما هاويتان بلا قاع، تحيط به هالة من الغموض أشعرتني بعدم الارتياح.

لم يتحرك. لم يرمش حتى. فقط وقف هناك، يحدق إليّ كما لو أنه ينظر إلى شبح وليس إلى إنسان.

بلعتُ ريقي، وحاولتُ أن أبدو أكثر تماسكًا مما شعرتُ به في تلك اللحظة. "من أنت؟"

ابتسم، لكن ابتسامته لم تكن مُطمئنة. كانت أشبه بابتسامة شخص يعرف لعبة لا أفهم قواعدها. ثم قال بهدوء:
"السؤال ليس من أنا... بل من أنت؟"

تردد صدى كلماته في رأسي كما لو أنها فتحت فجوة داخلي. في اللحظة نفسها، شعرتُ بوخزة في معصمي، نظرتُ إليه لأجد الوشم يتوهج بشدة، أشبه بجمر مشتعل تحت الجلد. حرارة مفاجئة اجتاحت ذراعي، وصوت خافت—ليس صوت الرجل، بل شيء آخر—همس داخل رأسي.

"تذكَّر."

وفجأة، انفجرت الصور أمام عينيّ.

ومضات مشوشة—غرفة مشتعلة، صرخات، يدٌ تمتد إليّ، سيف يلمع تحت ضوء القمر، ووجه فتاة… عيناها العسليتان تتسعان رعبًا وهي تناديني باسمٍ لم أفهمه.

الألم كان لا يُحتمل، كأن شخصًا يغرس خنجرًا في جمجمتي ويقلبه ببطء. سقطتُ على ركبتي، شهقتُ للهواء بينما الغموض يطحن رأسي بين أنيابه.

أغمضتُ عينيّ بشدة، قبضتُ على الأرض، انتظرتُ أن يتوقف الألم… لكنه لم يفعل.

شعرتُ بيدٍ تُمسك كتفي، وعاد صوت الرجل يهمس بقوة:
"لقد بدأت اللعبة… وليس لديك وقت للتردد."

ثم… اختفى.

لا خطوات، لا همس، فقط الفراغ، وكأنه لم يكن موجودًا من الأساس.

تركتني كلماته مع إحساس غريب… إحساس بأنني على وشك اكتشاف شيء لا يجب أن أعرفه. إحساس بأنني عالق في لعبة لم أختر أن ألعبها.

لكن الأسوأ من ذلك كله… أن جزءًا مني كان يعرف أنني قد أكون السبب في كل هذا.

ماذا بعد؟

  • من يكون هذا الرجل؟
  • لماذا فقدتُ ذاكرتي؟
  • ما سر الوشم الذي يتوهج على معصمي؟
  • والأهم… لماذا أشعر أنني مطارد؟

الجزء الثاني قريبًا… هل أنت مستعد لمواصلة اللعبة؟

 

إليك كلمات مفتاحية وهاشتاقات احترافية وعالية البحث تناسب روايتك "ظلال الذاكرة" وتساعد في جذب القراء المهتمين بهذا النوع من القصص:



  • رواية غموض وتشويق
  • فقدان الذاكرة
  • ألغاز وأسرار
  • وشم غامض
  • روايات مشوقة
  • أحداث غير متوقعة
  • عالم غامض
  • مطاردة وخطر
  • روايات عربية
  • خيال وإثارة
  • ذكريات ضائعة
  • ألعاب العقل
  • مصير مجهول
  • هوية مفقودة
  • رجل غامض

#رواية_ظلال_الذاكرة
#روايات_غموض
#روايات_مشوقة
#غموض_وإثارة
#ألغاز_ومغامرات
#روايات_عربية
#تشويق_لا_ينتهي
#ذكريات_ضائعة
#لعبة_القدر
#من_أنا
#خفايا_الماضي
#الروايات_العربية
#قصة_مشوقة
#اكتشف_الحقيقة
#وشم_غامض

يمكنك استخدام هذه الكلمات والهاشتاقات عند الترويج لروايتك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عند نشر الفصول لجذب مزيد من القراء المهتمين بهذا النوع من الأد

 

Comments